يمكن القول بأن الكتاب قد تناول محاور عديدة وشاملة إلى حد كبير؛ لمحاولة فهم رأي الجهات الممنوحة في الجهات المانحة بما يتعلق بالصورة الذهنية، وإجراءات المنح، والأثر العام للمؤسسات المانحة، ومصادر المعرفة، وغيرها من الجوانب.
وبالرغم من أن النتائج العامة عكست نظرة إيجابية بين الجهات الخيرية والمؤسسات المانحة، بما يمكن لكل طرف أن يعتز بها، إلا أنه في العديد من المحاور ما يستدعي إعادة النظر والقراءة في تفاصيل النتائج، بغية الاستفادة منها، سواء من قبل الجهات الخيرية أو المؤسسات المانحة، وهو ما يشكل مجالا خصبا للباحثين والعاملين بالاستناد إليها لتقديم المقترحات، وعرض التفسيرات المتنوعة حيالها، واستخدامها بطريقة إيجابية.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الدراسة وإن كان المستفيد الأكبر منها هو المؤسسات المانحة الخيرية في السعودية وخارجها بشكل عام، إلا أنه يمكن لجهات أخرى الاستفادة مما جاء في نتائجها، وهو ما حاول الكاتب إبرازه في نهاية الكتاب ضمن التوصيات. ولعلنا نضيف هنا بأن الجهات الخيرية نفسها تستطيع الاستفادة منها في حال نظرت إلى نفسها كجهة مانحة للمستفيد والمحتاج لخدماتها، من خلال توظيف الأفكار التي يمكن أن تنطبق عليها، فمثلا: إذا كانت الجهات الخيرية تريد من المؤسسات المانحة أن تكون العلاقة مثالية وليست فوقية، وتريد أن تكون إجراءات المنح شفافة، فكذلك يجب على الجهات الخيرية أن تقوم بهذا بنفسها حين تتعامل مع المستفيد المباشر من خدماتها قدر المستطاع.